د. هبة قطب تجيب.. «مم يشكو المتزوجون»: غياب الزوج.. ما أثره على الزوجة؟

فيديو.. نصائح «د. هبة قطب» للسيدات فقط
د. هبة قطب
استشاري الطب الجنسي والعلاقات الأسرية
أنا شاب عمري 30 سنة، خطبت فتاة وأحبها جداً، وهي أيضاً وبعد الخطوبة بفترة ليست بالطويلة، سافرت إلى بلد عربي للعمل، وجاء الوقت الذي سوف أنزل فيه إلى مصر لأتزوجها..
المشكلة هي أنني بعد الزواج بشهرين سوف أعود وحدي إلى عملي في البلد العربي لظروف خاصة.
 نصحني أصدقاء كثيرون أن هذا ظلم لهذه الفتاة لأنني سوف أتركها لوحدها بعد فترة زواج ليست بالطويلة..
أحب أعرف هل هذا فعلاً مشكلة لها ولي بالنسبة للعلاقة الحميمة بين الزوجين؟ وما الفترة المناسبة التي أغيب عن زوجتي فيها؟
أيها الصديق العزيز... أعرف أن تواجدك بالبلد العربي هو شيء ليس بيدك، كما أعرف تماماً أن كل شاب يتزوج حديثاً يجب أن يكون بجوار عروسه لأطول فترة ممكنة، ولكن أحيانا ما تحول الظروف دون ذلك، ولذلك فلابد من توافر حلول أخرى، وخاصة أن ظروف تواجدكما بعيدين عن بعضكما البعض هي ظروف قهرية لا مفر منها.
أما عن علاقتكما الحميمة، فلا بد أن تكون علاقة سوية وسعيدة خلال الوقت المتاح لها كما أرجو منك أن تقضي جميع أيام إجازتك مع زوجتك حتى لا تنتهي أيام الإجازة دون الاستمتاع الأقصى بعلاقتكما سويا.
أما بعد انقضاء شهري الإجازة وحين تحين العودة إلى عملك في البلد العربي، فأرجو منك ألا تستقبل هذه الفترة بهذه الروح السلبية فهذه الظروف القهرية هي مسائل قدرية وضرورية ولا تتعارض بتاتاً مع وجود السعادة الزوجية، وتخلو تماماً من الظلم، ومن خوفك منه الذي أشرت إليه في رسالتك. فمنذ بداية ارتباطكما، صار مصيركما مرتبطاً كل بالآخر.
والزواج هو هذه الرابطة السحرية التي تربط الطرفين فيما يتعلق بكل مجريات الحياة من كل الأوجه، وليس الجيد منها فقط، وتأكد أن الظلم الأكبر لعروسك هو أن تفكر في عدم إتمام الزواج ظناً منك أنك ستظلمها ببعدك عنها.
وهنا أريد أن أشير إلى شيء: لماذا يا صديقي لا تتم إجراءات استقدامها إلى البلد الذي تعمل فيه فيجمع شملكما سوياً وتبحث لها عن عمل هي الأخرى تقضي فيه وقتها حتى لا تشعر بالملل؟
أما إذا لم يكن ذلك متاحاً، فهناك الآن الكثير من وسائل الاتصال التكنولوجية التي من الممكن أن تجعل تواصلكما سهلاً وأن يكون شبه يومي، ولذلك يمكنكما أن تتحدثا في أي شيء وكل شيء وحتى الأمور الجنسية فلا غبار أن تكون هذه الأمور موضوعاً لمحادثاتكما سوياً مادامت بين زوج وزوجة حالت الظروف دون تواجدهما سوياً.
صديقي العزيز، تأكد أنه يمكنك أن تجعل من الشهرين الأولين في الزواج رصيداً إيجابياً يملأ فترة الغياب التي يمكنها أن تفصل بين لقاءيكما السعيدين إن شاء الله.
وأخيراً فإني بشكل عام لا أفضل بقاء الزوجين بعيدين عن بعضهما البعض ولذلك فإني بشكل عام أنصح دائماً بمحاولة تجاوز هذه الفرقة، وذلك لاعتبارات نفسية وفسيولوجية وعاطفية.. أما إذا حاولنا فعل ذلك ولم نستطع فلابد آنذاك أن ندرك أن ذلك هو قدر الله سبحانه وتعالى وأنه لابد أن هناك حكمة لذلك وبالتالي لابد من إدراك أن هذا خير لنا وإن لم نره كذلك... ولنحمد الله أن وسائل الاتصال أصبحت متاحة ومتعددة ورخيصة، ولتكن عوناً وعزاء لنا إذا كانت هي أقصى المستطاع.