د. هبة قطب تجيب.. «مم يشكو المتزوجون»: زوجي غير قادر على إشباعي وأخجل من مصارحته

د. هبة قطب تجيب.. «مم يشكو المتزوجون»: زوجي غير قادر على إشباعي وأخجل من مصارحته
د. هبة قطب
استشاري الطب الجنسي والعلاقات الأسرية

أنا عندي 29 سنة وعروسة جديدة وعندي مشكلة، وهي أنني أثناء الجماع بيني وبين زوجي لا أشعر به إطلاقاً، وأشعر أنه غير قادر على إشباعي، وأنا مكسوفة جداً أقول له..

وأيضاً زوجي سمين، وسمعت من بعض صديقاتي أن الناس الذين يعانون من السمنة يكونون غير قادرين على العلاقة الجنسية، وكمان زوجي يعاني من مرض الروماتويد ويتعاطى علاجا فيه كورتيزون وأنا متخوفه من أثر ذلك عليه ولا أستطيع التحدث معه..

أرجوكِ يا دكتورة، أنا عايزة حل لمشكلتي لأني بالفعل تعبانة جداً وخايفة..
صديقتنا العزيزة...
أنا أفضل أن أقسم تساؤلاتك إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
مسألة عدم إحساسك بأي استمتاع مع القيام بالعلاقة... سيدتي الكريمة، لقد أشرت إلى أنك عروس جديدة، وهذا يعني بالنسبة لي كمتخصصة النقطتين التاليتين:
• أنك لم تتعودي ولم تتعلمي بعد كيفية التقاط إحساس الإثارة الناتج عن القيام بالعلاقة الجنسية، ولذلك لا تحسَين بشيء، أقول هذا لأنني صادفت حالات مشابهة تكون فيها الزوجة تشعر بالفعل بالإثارة والاستمتاع دون أن تعلم أن هذا هو الإحساس الذي يعني التفاعل الجنسي.
• أن زوجك لا يعلم كيفية إثارتك، وبما أنك لا ترشدينه لها "بسبب عدم علمك بوجوب ذلك أو بإمكانه في الأغلب" فهو مازال يجهلها حتى الآن، ولذلك لا يعلم أنك تشتكين من علاقتك معه مادمت لم تفاتحيه ولم تصارحيه بأحاسيسك تلك.
القسم الثاني:
مسألة السمنة التي يعاني منها زوجك.. كثرت الأقوال حول علاقة السمنة بالقدرة والأداء (الجنسيين أيهما أو كلاهما)، ولذلك كانت هذه فرصة جيدة لعرض بعض الحقائق حول هذا الموضوع الذي أحياناً ما يأخذ أكثر من حجمه الطبيعي...
السمنة هي زيادة في المصارف مع توحد المصادر، أي أن مصادر الحياة في جسم الإنسان وهي القلب والرئتين ومن فوقهما الجهاز العصبي تبقى ثابتة، ولكن تزيد المصارف وهي وزن الجسم وحجم أعضائه وفوق هذا وذاك كمية الدهون فيه، وهي أيضاً أنسجة تستهلك أوكسجين وجلوكوز وأوعية دموية زائدة.
السمنة أيضاً هي حمل ثقيل على أجهزة الجسم جميعها، وأهمها الجهاز الحركي، أي العظام والعضلات، وهذا أيضاً استهلاك غير مباشر للقلب والرئتين مما ينتقص من القدرات الأخرى للجسم عموماً.
أما بالنسبة للوظيفة الجنسية، فلها شأن خاص، ذلك لأن هرمونات الذكورة -والأنوثة- على حد سواء، تندمج في الدهون مما ينتقص أحياناً من مقدار الهرمونات الحرة التي تسري في الدورة الدموية، والتي تساعد في شعور الإنسان بالرغبة الجنسية، وأيضاً الأداء الجنسي وخاصة لدى الرجال.
وبما أننا أشرنا للأداء فلابد أن نذكر هنا أن هناك عاملاً ميكانيكياً في الأداء الجنسي، ووجود السمنة -وخاصة المفرطة منها- تحول دون الأداء السلس للعلاقة الجنسية، وتستلزم طرقا معينة وأوضاعا معينة للأداء، فضلاً عن النقصان الشكلي النسبي لطول العضو الذي يحدث نتيجة لتراكم الدهون عند منطقة أسفل البطن عند منبت العضو الذكري.
القسم الثالث:
هو معاناة زوجك من مرض الروماتويد، وهو أحد أمراض الجهاز المناعي للجسم، والذي يستلزم في علاجه المواظبة على الكورتيزون للإقلال من آثاره الضارة وتداعياته ومضاعفاته؛ وبالطبع الكورتيزون من المستحضرات الطبية الدوائية التي تفيد في أمراض كثيرة، وربما لا يضاهي تأثيره بتأثيرات أدوية أخرى، ولكن على الجانب الآخر له أيضاً مضاعفات جمة، على مستوى جميع وظائف الجسم، ولكن التأثير على وظيفة دون الأخرى يكون حسب الاستعداد الشخصي للمصاب بالمرض الذي يستوجب العلاج بالكورتيزون.
ولذلك لا يمكن الجزم بكون السمنة تؤثر على زوجك تحديداً من ناحية الأداء الجنسي أم لا، لأن التأثير على الهرمونات أيضاً تخضع للاستعداد الشخصي وتختلف من رجل لآخر ومن امرأة لأخرى.. كذلك لا يمكن الجزم بكون الكورتيزون سوف يؤثر على الوظيفة الجنسية لدى زوجك تحديداً أم لا، ولكن من المفيد أن يتابع أولئك المصابون بأي شيء يمكن أن يؤثر على أي من وظائف الجسم، حالاتهم الصحية وخاصة الجنسية منها -إذا كان هذا ما يسوؤهم- لدى أحد الأطباء المتخصصين كي يطمئنوا على أنفسهم ويتداركوا أي أثر سلبي قد يكون حدث فيما يتعلق بأي من جوانب صحتهم، حيث إن الكثير من الأعراض يمكن أن تنفي شر حدوثها في مراحل مبكرة مما يوفر مشواراً قد يكون طويلاً في علاج ذات العرض في مرحلة متأخرة.
وأخيراً يا سيدتي الصغيرة العزيزة، اعلمي أن الأمر ليس بهذه البساطة، ورسالتك بالرغم من كونها قصيرة ولكنها تحوي الكثير من الموضوعات الطبية والصحية المتداخلة ولابد هاهنا من توافر الشفافية التامة والحوارات الصريحة بين الزوجين وخاصة فيما يتعلق بأي من تفاصيل العلاقة الجنسية، حيث إنه بمجرد دخولهما إلى علاقة زواج، أصبحت هذه العلاقة تخصهما بنسبة شراكة متساوية، وحتى إذا كان أحد الزوجين هو فقط الشاكي من أحد الأعراض، فالأمر أيضاً يخص الآخر على حد سواء، والعكس صحيح، فإذا فهم كلاهما هذه الحقيقة واستوعبها، زالت حواجز الحياء والخجل الذي يمنعك يا سيدتي من الإقدام على الحوار مع زوجك ومصارحته بما يشغلك ويسوؤك في ذات الوقت..
أما باتباع هذه الطريقة التي تسمينها أنت "كسوف" فسيجيش صدرك بمشاعر متراكمة تزداد سلبيتها يوماً بعد يوم، مما سينعكس يوماً على مشاعرك نحو زوجك ومعاملتك له، وبما أنه لا يعرف هذه الأفكار التي احتفظت بها في رأسك، فسيكون وقع ذلك عليه آنذاك سيئا ومستغربا في ذات الوقت، وتصير الأمور إلى حلقة مفرغة لا تصل لبر أمان، ولكن إلى نتائج لا أحبها لك ولا أتمناها لأي من شبابنا وفتياتنا... فخذي بالأسباب وتوكلي على الله يا صديقتي..